للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الملوك بعد الخلفاء ما اجتمع ببابه، من شيوخ الشعراء، ونجوم الدهر. فإن السلطان سوق يجلب إليها ما ينفق لديها. وكان أديباً شاعراً، ومحبّاً لجيد الشعر، شديد الاهتزاز لما يمدح به.

قال أبو الحسن السلامي الشاعر:

تصدّ ودارها صدد ... وتوعده ولا تعد

وقد قتلته ظالمةً ... فلا عقلٌ ولا قود

منها في مدحه:

فوجهٌ كلّه قمرٌ ... وسائر جسمه أسد

فأعجب بها سيف الدولة، واستحسن هذا البيت منها، وجعل يردد إنشاده، فدخل عليه الشيظمي الشاعر، فقال له: اسمع هذا البيت، وأنشده إياها، فقال له الشيظمي: احمد ربك فإنه جعلك من عجائب البحر.

ومن شعر سيف الدولة في أخيه ناصر الدولة: الطويل

وهبت لك العليا وقد كنت أهلها ... وقلت لهم بيني وبين أخي فرق

وما كان بي عنها نكولٌ وإنّما ... تجاوزت عن حقي فتمّ لك الحقّ

أما كنت ترضى أن أكون مصلّياً ... إذا كنت أرضى أن يكون لك السّبق

ومما يستحسن من شعر سيف الدولة: الطويل

وساقٍ صبيحٍ للصّبوح دعوته ... فقام وفي أجفانه سنة الغمض

يطوف بكاسات العقار كأنجمٍ ... فمن بين منقضٍّ علينا ومنفضّ

وقد نشرت أيدي الجنوب مطارفاً ... على الأفق دكناً والحواشي على الأرض

يطرّزها قوس السّحاب بأصفرٍ ... على أحمرٍ في أخضرٍ إثر مبيضّ

<<  <  ج: ص:  >  >>