حدث عن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بسنده إلى أبي زهير الثقفي قال: خطبنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالنّباه، أو بالنّباوة، من أرض الطائف فقال:" توشكون أن تعرفوا أهل الجنة من أهل النار "، فقال رجل من المسلمين: بم يا رسول الله؟ قال:" بالثناء الحسن، والثناء السيء، أنتم شهداء الله بعضكم على بعض ".
وحدث عن أبي القاسم البغوي بسنده إلى أبي هريرة أن النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال:" بعثت من خير قرون بني آدم، قرناً فقرناً، حتى بعثت من القرن الذي كنت منه ".
قال عبد الملك بن محمد: ولد الدارقطني في سنة ست وثلاث مئة، وقيل: سنة خمس وثلاث مئة وكان فريد عصره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إليه علم الأثر، والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال، وأحوال الرواة، مع الصدق، والأمانة، والثقة، والعدالة، وقبول الشهادة، وصحة الاعتقاد، وسلامة المذهب، والاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث، منها القراءات ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء، فإن كتاب السّنن الذي صنفه لا يقدر على جمع ما تضمّنه إلا من تقدمت معرفته بالاختلاف في الأحكام، ومنها المعرفة بالأدب والشعر، وكان يحفظ عدة دواوين، وكان يحفظ ديوان السيد الحميري في جملة ما يحفظ من الشعر، فنسب إلى التشيع لذلك.
قالالزهري:
بلغني أن الدارقطني حضر في حداثته مجلس إسماعيل الصفار، فجلس ينسخ جزءاً كان معه، وإسماعيل يملي، فقال بعض الحاضرين: لا يصحّ سماعك وأنت تنسخ، فقال الدارقطني: فهمي للإملاء خلاف فهمك، ثم قال: تحفظ كم أملى الشيخ من حديث إلى الآن؟ فقال: لا، فقال الدارقطني: أملى ثمانية عشر حديثاً، فعدّت