مسجد، وفيه قنديل، ورجل قائم يصلين فجلس حتى قضى صلاته، ثم سلّم كل واحد منهما على صاحبه، وتحادثا ساعة ثم قال له ذلك الرجل: كنت أسأل الله أن يجمع بيني وبينك فالحمد لله على ذلك، ثم ودّعه، ونهضت معه، فأخذ بيدي على السيرة الأولى، فلم أعقل بشيء إلا وأنا بعقد الحربيّة فسألته عن الموضع والرجل فكأنّه كره أن يجيبني، فكررت المسألة عليه فقال: ذلك الموضع دمشق، والمسجد على بابها، ولم يخبرني من الرجل.
وحدث أبو الحسن القزويني في مسجده بالحربيّة عن أبي حفص عمر بن علي بن محمد بن الزيات الصيرفي بسنده إلى مالك بن الحويرث أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:" إذا حضرت الصلاة، فليؤذّن أحدكم وليؤمّكم أكبركم ".
وحدث عن يوسف بن عمر بسنده إلى بشر رحمه الله قال: قال عمر رضي الله عنه: كم من جارٍ متعلق بجاره يقول: يا ربّ، أغلق بابه دوني، ومنعني رفده.
كان علي بن عمر من عباد الله الصالحين، يقرئ القرآن، ويروي الحديث، ولا يخرج من بيته إلا للصلاة، وكان وافر العقل، صحيح الرأي. ولد سنة ستين وثلاث مئة.
ومن كراماته أن رجلاً أصابته جنابة من الليل ونسي أن يغتسل، فدخل إلى مسجد ابن القزويني ليصلي خلفه الصبح فقرأ " يا أيها الّذين آمنوا لا تقربوا الصّلاة وأنتم سكارى حتّى تعلموا ما تقولون ولا جنباً إلاّ عابري سبيلٍ " وكان قبل ذلك قد قرأ غير هذه الآية فلم يفطن الرجل، فأعاد قراءتها، ففهم، فخرج ليغتسل، وعاد ابن القزويني إلى الموضع الذي انتهى إليه من القراءة.