وكم مقامٍ لما يرضيك قمت على ... جمر الغضا وهو عندي روضةٌ أنف
وما بعثت رجائي فيك مستتراً ... إلا خشيت عليه حين ينكشف
وله: السريع
في كلّ ويم من تجنّيك لي ... تعنّت يعزب معناه
إني لأرثي لك من طول ما ... تفكّر فيما تتجناه
وكتب إلى سابق بن محمود بن نصر بن صالح صاحب حلب شفاعة في أبي نصر بن النحاس الكاتب الحلبي: الكامل
إيهاً أبا نصرٍ يقيك بنفسه ... خلٌّ يجلّك أن يقيك بماله
سل ما بقلبك عن ذخائر قلبه ... فلسان حالك مخبرٌ عن حاله
كيف استسرّ ضياء فضلك كاملاً ... ما يستسرّ البدر عند كماله
لا تجزعنّ إذا غربت فإنه ... ليلٌ دجا سيضيء من أذياله
أتخاف من عزّ الملوك جنايةً ... وخصيمه فيها كريم خلاله
حاشاه يسلب ما كسا إحسانه ... فكثير وجدك من قليل نواله
ملكٌ يحب العدل في أحكامه ... إلا مع الراجي على أقواله
لو تنصف الدنيا لكان ملوكها ... عماله والأرض من أعماله
يا أيها الملك الذي آياته ... في المجد بين يمينه وشماله
فيدٌ تشبّ النار في سطواته ... ويدٌ تصبّ الغيث من أفضاله
ارجع لعبدك صافحاً عن جرمه ... فالملك مفتقرٌ إلى أمثاله
عقم النساء فما يلدن نظيره ... في فضل صنعته وفضل مقاله
دع رتبةً لم تلفه أهلاً لها ... وازدده في المعروف من أشغاله
توفي الأمير أبو الحسن سنة تسع وسبعين وأربع مئة.