للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فنظر إلينا، فدمعت عيناه، وقد أرم القوم ونظروا إلى الأرض، ثم تشدد فقال: مرحباً بكم، وحياكم الله، أبشروا ببشرى الله عز وجل، فحمد الله وأثني عليه ثم قال: اتقوا الله فإن تقوى الله خير ما تواصى به عباد الله " ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب " ومن حيث لا يأمل ولا يرجو " ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره. قد جعل الله لكل شيءً قدراً " ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً " فأرضوا بقضاء الله، فإن الأمر أمره. وسلم وا لأمر الله، فإن القليل تبع للكثير. ألا فليسلم القليل الكثير " واتقوا الله وقولوا قولاً سديداً " إلى قوله " كان ظلوماً جهولاً " من الله لا مني. مرحباً بكم. وحياكم الله، رحمكم الله، وآواكم الله، حفظكم الله، نصركم الله، رفعكم الله، رفعكم الله هداكم الله، رزقكم الله، وفقكم الله، سلمكم الله، قبلكم الله، أوصيكم بتقوى الله، وألجئكم إلى الله، وأؤديكم إليه، وأؤدي إليكم عنه، إني لكم منه نذير مبين، وأستخلفه عليكم، فاتقوا الله، ولا تعلوا على الله في عباده وبلاده " والعاقبة للمتقين " وقال: أليس في جهنم مثوى للمتكبرين وإن هذا آخر ما أخلص بكم، وتخلصون بي. اسمع يا أبا بكر ما أقول لكم، ثم اعمل على ذلك، وانت تعلم أنه كذلك. إن دعائي آت بكم على كل ما أشتهي إلا ما رددت عنه من بأس ببنكم واختلا ف كلمتكم

والمؤمنون شهود الله في الأرض، فالحسن ما حسنوا، والقبيح ما قبحوا. نظر امرؤ لنفسه عند اختلاف الأمة، وكف لسانه، واستبرأ قلبه ولزم الجماعة، وآثرها على الفرقة، ووركب السبيل، فسلكه ونكب السبل، وإن يد الله على الجماعة، الأمر أمرهم والقليل تبع للكثير، سل يا أبا بكر، فقال: يا رسول الله، دنا الأجل. فقال: قددنا الأجل، وتدلى، فقال: ليهنك يا نبي الله ما عند الله. فليت شعري عن منقلبنا. فقال: إلى الله وإلى سدرة المنهى ثم إلى جنة المأوى والعرش الأعلى والكأس الأوفى والرفيق، والحظ والعيش الهنيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>