للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيثنون وينصرفون، ويجيء قوم فيثنون وينصرفون، ويجيء قوم آخرون. فقال عمر: أما والله على ما تقولون لوددت أني خرجت منها كفافاً لا لي ولا علّي، وأن صحبة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سلمت لي. فتكلّم ابن عبّاس وكان ابن عبّاس خلط بعمر فقال: لا والله يا أمير المؤمنين لا تخرج منها كفافاً، لقد صحبت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فصحبته بخير ما صحبه صاحب، كنت له، وكنت، حتى قبض رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو عنك راض، وكان أبو بكر بعده فكنت تنفذ أمره، فكنت له وكنت، حتى قبض وهو عنك راض، ثم وليتها أنت فوليتها بخير ما وليها، وإن كنت وكنت. قال: فكأن عمر استراح إلى كلام ابن عبّاس، وقال: يا ابن عبّاس، عد في حد يثك. قال: فعاد فيه ابن عبّاس. قال: فقال عمر: أما والله على ما تقول لو أن طلاع الأرض ذهباً لافتد يت به من هول المطلع. فجعلها شورى في ستّة؛ عليّ، وعثمان بن عفّان، والزّبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقّاص؛ وجعل عبد الله بن عمر معهم وليس منهم. قال: وأمر صهيباً أن يصلّي بالنّاس، وأجّلهم ثلاثاً.

عن عمر بن ميمون: أنه رأى عمر بن الخطّاب قبل أن يصاب بأيّام بالمدينة وقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف، فقال: نخاف أن تكونا حمّلتما الأرض مالا تطيق. قالا: حمّلناهما أمراً هي له مطيقة، وما فيها كثير فضل. فقال: انظر أن يكونا حملّتما الأرض مالا تطيق. قالا: لا. فقال: لئن سلّمني الله لأدعنّ أرامل أهل العراق لا يحتجن بعدي إلى أحد. قال: فما أتت عليه إلا أربعة حتّى أصيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>