للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن أبي خيثمة: سألت يحيى بن معين عن عمر بن سعد بن أبي وقّاص، فقال: كوفيّ. قلت: ثقة؟ قال: كيف يكون من قتل الحسين ثقة؟!

وحدّث موسى بن عامر، أبو الأشعر؛ أن المختار قال ذات يوم وهو يحدّث جلساءه: لأقتلنّ غداً رجلاً عظيم القدمين، غائر العنين، مشرف الحاجبين، يسرّ قتله المؤمنين والملائكة المقرّبين. قال: وكان الهيثم بن الأسود النّخعيّ عند المختار حين سمع هذه المقالة، فوقع في نفسه أن الذي يريد عمر بن سعد بن أبي وقاصّ؛ فلّما رجع إلى منزله دعا ابنه العريان فقال: الق ابن سعد اللّيلة فخبّره بكذا وكذا، وقل له: خذ حذرك فإنه لا يريد غيرك. قال: فأتاه فاستخلاه، ثم خبّره الخبر؛ فقال له ابن سعد: جزى الله بالإخاء أباك خيراً، كيف يريد هذا بي بعد الذي أعطاني من العهود والمواثيق؟ وكان المختار أولّ ما ظهر أحسن شيء سيرةً وتألّفاً للنّاس؛ وكان عبد الله بن جعدة بن هبيرة أكرم خلق الله على المختار لقرابته بعليّ؛ فكلّم عمر بن سعد عبد الله بن جعدة، وقال له: إني لا آمن هذا الرّجل - يعني المختار فخذ لي منه أماناً؛ ففعل، وقال: فأنا رأيت أمانه وقرأته. بسم الله الرّحمن الرّحيم؛ هذا أمان من المختار بن أبي عبيد لعمر بن سعد بن أبي وقّاص: إنّك آمن بأمان الله على نفسك وأهلك ومالك وأهل بيتك وولدك، ولا تؤاخذ بحدث كان منك قديماً ما سمعت وأطعت ولزمت رحلك وأهلك ومصرك، فمن لقي عمر بن سعد من شرطة الله وشيعة آل محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وغيرهم من النّاس فلا يعرض له إلاّ بخير؛ شهد السّائب بن مالك، وأحمر بن شميط، وعبد الله بن شداد، وعبد الله بن كامل؛ وجعل المختار على نفسه عهد الله وميثاقه ليفينّ لعمر بن سعد بما أعطاه من الأمان إلاّ أن يحدث حدثاً، شهد الله على نفسه وكفى بالله شهيداً.

<<  <  ج: ص:  >  >>