فعدّ عليّ ما يلقى بهند ... فوافق بعض ما كنّا لقينا
وذو القلب المصاب وإن تعنّى ... يهيّج حين يلقى العاشقينا
وكم من خلّة أعرضت عنها ... لغير قلىً وكنت بها ضنينا
رأيت صدودها فصدفت عنها ... ولو جنّ الفؤاد بها جنونا
وفي غير هذه الرّواية إلاّ أنه متى قال بيت شعر أعتق رقبة، فذكر معناها، ثم قال: أستغفر الله وأتوب إليه. ثم دعا بثمانية من مماليكه فأعتقهم.
عن صالح بن أسلم، قال: نظرت إلى امرأة مستترة بثوب وهي تطوف بالبيت، فنظر إليها عمر بن أبي ربيعة من وراء الثّوب، ثم قال: من الطويل
ألمّا بذات الخال واستطلعا لنا ... على العهد باق ودّها أم تصرّما
قال: فقلت له: امرأة مسلمة غافلة محرمة قد سيّرت فيها شعراً وهي لا تعلم! فقال: إني قد أنشدت من الشّعر ما بلغك؛ وربّ هذه البنّية ما حللت إزاري على فرج حرام قطّ.
قال الضّحاك بن عثمان: إن عمر بن أبي ربيعة مرض واشتّد مرضه، فحزن عليه أخوه الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة حزناًشديداً؛ فقال عمر: يا أخي كأنك تخاف عليّ قوافي الشّعر؟ قال: نعم. قال: أعتق ما أملك إن كان وطئ فرجاً حراماً قطّ. قال الحارث: الحمد لله، هوّنت عليّ.
قال عبد الله بن عمر: فاز عمر بن أبي ربيعة بالدّنيا والآخرة؛ غزا البحر فاحترقت سفينته فاحترق فيها. وبلغني من وجه آخر: إن عمر بن أبي ربيعة عدا يوماً على فرس فهبّت ريح فاستتر بقفلة، فعصفت الرّيح، فخدشه غصن منها، فدمي منه، فمات من ذلك.