للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا بلال قد بلغت فمن شاء فليصل ومن شاء فليدع. قال: يا رسول الله، فمن يصلي بالناس. قال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. فلما تقدم أبو بكر رفعت الستور عن رسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فنظرنا إليه كأنه صفيحة بيضاء عليه خميصة سوداء، فظن أبو بكر أنه يريد الخروج فتأخر، فأشار إليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن صل مكانك، فصلى أبو بكر، وما رأينا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى مات من يومه. وفي حديث آخر عن أنس بن مالك قال: لما كان يوم الإثنين كشف رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ستر الحجرة، فرأى أبا بكر وهو يصلي بالناس. قال: فنظرت إلى وجهه كأنه ورقة مصحف، وهو يبتسم فكدنا أن نفتتن في صلاتنا فرحاًبرؤية رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قال: فأراد أبو بكر أن ينكص، قال: فأشار إليه أن كما أنت، ثم أرخى الستر فقبض من يومه، فقام عمر فقال: إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يمت، ولكن ربه أرسل إله كما أرسل إلى موسى، فمكث عن قومه أربعين ليلة. والله أني لأرجو أن يعيش رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حتى يقطع أيدي رجال من المنافقين وألسنتهم يزعمون - أو قال: يقولون - إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد مات. وعن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَفي مرضه: أدعوا إلي أخي قال: فدعي له علي فقال: أدن مني فدنوت منه، فاستند إلي فلم يزل يستند إلي، وإنه ليكلمني حتى إن بعض ريق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليصيبني، ثم نزل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وثقل في حجري فصحت يا عباس، أدركني فإني هالك. فجاء العباس، فكان جهدهما جميعاً أن أضجعاه. وعن عائشة أنها سمعت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصغت إليه قبل أن يموت وهو مستند إلى صدرها يقول: اللهم

أغفر لي، وارحمني وألحقني بالرفيق. وفي روايه: وألحقني بالرفيق الأعلى. وعن عائشة قالت: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا مرض إنسان من أهله مسحه بيده اليمنى ثم يقول أذهب

<<  <  ج: ص:  >  >>