للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فخرج فدخل المسجد والنّاس يصلّون بين راكع وقائم، إذا سائل؛ فقال: " يا سائل أعطاك أحد شيئاً؟ " قال: لا، إلاّ الرّاكع لعليّ عليه السّلام أعطاني خاتمه.

وعن أبيه، قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نعم الرّجل الفقيه، إن احتيج إليه انتفع به، وإن استغني عنه أغنى نفسه ".

قال خليفة بن خيّاط: عمر بن أبي طالب، أمّه الصّهباء ببنت عبّاد، من بني تغلب، سباها خالد بن الوليد في الرّدّة؛ توفي سنة سبع وستين، قتل مع مصعب أيّام المختار.

حدّث المصعب بن عبد الله، قال: كان عمر آخر عليّ بن أبي طالب، وقدم مع أبان بن عثمان على الوليد بن عبد الملك يسأله أن يولّيه صدقة أبيه عليّ بن أبي طالب وكان يليها يومئذ ابن أخيه الحسن بن الحسن بن عليّ فعرض عليه الوليد الصّلة وقضاء الدّين، فقال: لا حاجة لي في ذلك، إنّما جئت في صدقة أبي، أنا أولى بها، فاكتب لي ولايتها. فكتب له الوليد وقعةً فيها أبيات ربيع بن أبي الحقيق اليهوديّ النّضريّ: من السريع

إنّا إذا مالت دواعي الهوى ... وأنصت السّامع للقائل

واصطرع القوم بألبابهم ... نقضي بحكم عادل فاصل

لا نجعل الباطل حقاً ولا ... نلطّ دون الحقّ بالباطل

نخاف أن تسفه أحلامنا ... فنخمل الدّهر مع الخامل

ثم دفع الرّقعة إلى أبان، وقال: ادفعها إليه وأعلمه أني لا أدخل على ولد فاطمة بنت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غيرهم. فانصرف عمر غضبان، ولم يقبل منه صلةً. قال العجليّ: تابعي ثقةً.

<<  <  ج: ص:  >  >>