للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيميت أحدكم إماتة ويموته اثنتين؟! هو أكرم على الله من ذلك. أي أقوم، فادفنوا صاحبكم، فإن يك كما تقولون فليس يعذب على الله أن ينجث عنه التراب. إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والله ما مات حتى ترك السبيل مهجاً واضحاً، فأحل الحلال، وحرم الحرام، ونكح وطلق، وحارب وسالم، ما كان راعي غنم يتبع بها صاحبها روؤس الجبال، يخبط عليها بعصاه بمخبطها ويمدر حوضها بيده بأدأب ولا أنصب من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان فيكم. أي قوم، فادفنوا صاحبكم. قال: وجعلت أم أيمن تبكي فقيل لها: يا أم أيمن، تبكين على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالت: أي والله، ما أبكي على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ألا أكون أعلم أنه قد ذهب إلى ما هو خير له من الدنيا، ولكن أبكي على خبر السماء انقطع.

قال أنس: لما كان اليوم الذي أحل فيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة أضاء منها كل شيء. فلما كان اليوم الذي مات فيه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أظلم منها كل شيء. قال: وما نفضنا عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأيدي وإنا لفي دفنه حتى أنكرنا قلوبنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>