قال الزّبير بن بكّار: وكان إسلام خالد متقدّماً، وأسلم أخوه عمرو وهاجرا جميعاً إلى أرض الحبشة، وكانا مّمن قدم على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في السّفينتين. ولعمرو وخالد يقول أبان بن سعيد أخوهما جميعاً: من الطويل
ألا ليت ميتاً بالظّريبة شاهد ... لما يفتري في الدّين عمرو وخالد
أطاعا بنا أمر النّساء فأصبحا ... يعينان من أعدائنا من نكايد
فأجابه عمرو بن سعيد، فقال: من الطويل
أخي ما أخي لا شاتم أنا عرضه ... ولا هو عن سوء المقالة مقصر
يقول إذا شكّت عليه أموره: ... ألا ليت ميتاً بالظّريبة ينشر
فدع عنك ميتاً قد مضى لسبيله ... وأقبل على الحيّ الذي هو أفقر
ثم أسلم أبان واستشهد بأجنادين.
عن خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد، عن أبيه: أن أعماماً له خالداً وعمراً بني سعيد رجعوا عن أعمالهم حين بلغتهم وفاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال أبو بكر: ما أحد أحقّ بالعمل من عمّال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ارجعوا إلى أعمالكم. قال بنو أبي أحيحة: لا نفعل بعد رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لغيره. فخرجوا إلى الشّام فقتلوا جميعاً؛ وكان خالد على اليمن، وأبان على البحرين، وعمرو على تيماء وخيبر.
عن عبد الله بن قرط الثّماليّ وكان من أصحاب النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان قد نزل حمص وأقام بها قال: مررت يومئذ بعمرو بن سعيد ومعه رجال من المسلمين سبعة أو ثمانية، وهم بارزو أيديهم نحو العدوّ، ويقول: " يا أيّها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفاً فلا تولّوهم