أبي صيفيّ الثّقفيّ ثم المالكيّ، فسلّم عليه تسليم الخلافة ثم قال: أصبحت يا أمير المؤمنين إماماً، ولديننا قواماً، رزئت خليفة الله وأعطيت خلافة الله، قضى معاوية نحبه يغفر الله له ذنبه وأعطيت بعده الرّئاسة، وولّيت بعده السّياسة، فأورده الله موارد السّرور، ووفّقك بعده لصالح الأمور، فقد رزئت جليلاً ووليت جليلاً، فاحتسب عند الله أعظم الرّزيّة، واشكر الله على أفضل العطيّة، عاش سعيداً ومات فقيداً، وكنت المنتخب وباب العرب، فأحسن الله عطاءك ورزقك شكراً على ما أعطاك. ثم قال: من البسيط
اصبر يزيد فما فارقت ذا كرم ... واشكر حباء الذي بالملك حاباكا
فما رزي أحد في النّاس كلّهم ... كما رزيت ولا عقبى كعقبا كا
أصبحت أنت أمير النّاس كلّهم ... فأنت ترعاهم والله يرعاكا
وفي معاوية الباقي لنا خلف ... إذا نعيت، ولا يسمع بمنعاكا
فعجب يزيد من حسن قوله، فقال له: ادن يا بن أبي صيفيّ؛ فأدناه حتى أقعده قريباً منه،، فقال له: هل تدري فيما تحالف الأحلاف من ثقيف؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين. قال: فأخبرني عن ذلك وعمرو بن عبد جالس فقال: لأخبرنّك عن ذلك بخبر صادق، إن رجلاً من بني غاضرة بن حطيط وكان بينه وبين رجل من بني مالك ملاحاة في بعض الأمر، فاستشرى فيه الأمر، فغضب له بنو مالك بأجمعها وبنو مالك إذ ذاك أكثر ثقيف عدداً فأسفقت بنو الأشعر أن يجتمع عليهم بنو مالك، وخافوا الهضمة والحيف والظّلم والضّعف، فظعنوا عنهم حتى نزلوا على بني عوف وابن قيس فحالفوهم على بني مالك ولم يحالف قوم قطّ قوماً إلاّ عن هضمة وضعف فيهم، وقلّة من عددهم. فغضب عمرو بن عبد عمرو من قوله، فقال: تالله سمعت كلام رجل أبعد رشداً وصوابا، والله لتنتهينّ يا بن أبي صيفيّ عمّا أسمع أو لأوردنّك شعاباً تجدنّها يباباً ر تنبت إلاّ سلعاً وصابا وقال ابن خالد: السّلع: المرّ، والصّاب: العلقم.