قدم دمشق، وذكرها في شعره؛ كان هجاءً خبيث اللّسان قال في عبد الله بن عبد الملك بن مروان، وكان أميراً على مصر: من البسيط
الله يعلم أن قد جبت ذا يمن ... ثم العراقين لا يثنيني السّأم
ثم الجزيرة أعلاها وأسفلها ... كذاك تسري على الأهوال بي القدم
ثم المواسم قد أوطنتها زمناً ... وحيث تحلق عند الحيرة اللّمم
قالوا دمشق ينبّيك الخبير بها ... ثم ائت مصر فثمّ النّائل الغمم
لّما وقفت عليها في الجموع ضحىً ... وقد ترّضت الحجّاب والخدم
حيّيته بسلام وهو مرتفق ... وضجّة القوم عند الباب تزدحم
في كفّه خيرزان ريحها عبق ... من كفّ أروع في عرنينه شمم
يغضي حياء ويغضى من مهابته ... فما يكلّم إلاّ حين يبتسم
ترى رؤوس بني مروان واستبشروا جذلاً ... وإن هم آنسوا إعراضه وجموا
كلتا يديه ربيع غير ذي خلف ... بحر يفيض وهادي عارض هزم
قال أبو الفرج: ومن النّاس من يقول: إن الحزين قال في عبد العزيز بن مروان، لذكره دمشق ومصر، والصّحيح إنها في عبد الله بن عبد الملك.
قال محمد بن يحيى: وإنما سمّوا رعاة الشمس، لأن الشمس لم تكن تطلع في الجاهليّة عليهم ولا تغرب إلاّ وقدورهم تغلي للأضياف، فسمّوا لذلك رعاة الشمس؛ قال الحزين: من الطويل
أنا ابن ربيع النّاس في كلّ شتوة ... وجدّاي راعي الشمس وابن عريب
قال ابن ماكولا: أما حزين بفتح الحاء المهملة وكسر الزّاي التي تليها وآخره نون، فهو الحزين الشّاعر، من التّابعين.