للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحيّا من بني صعب بن سعد ... سقوا الأرصاد والدّيم الغزارا

ألا أبلغ أمير القوم سعداً ... فقد كذبت أليّته وجارا

وحرّق نابه ظلماً وجهلاً ... عليّ فقد أتى ذمّاً وعارا

هبلت لقد نسيت جلاد عمرو ... وأنت كخامع تلج الوجارا

أطاعن دونك الأعداء شزراً ... وأغشى البيض والأسل الحرارا

بباب القادسيّة مستميتاً ... كليث أريكة يأبى الفرارا

أكرّ عليهم مهري وأحمي ... إذا كرهوا الحقائق والذّمارا

جزاك الله في جنبي عقوقاً ... وبعد الموت زقّوماً ونارا

فلمّا بلغه قوله أرسل إليه فأعطاه، وفضّله فأرضاه.

قال أبو عبيدة: إن عمرو بن معدي كرب حمل يوم القادسيّة على مرزبان وهو يرى أنه رستم، فقتله، فقال في ذلك: من السريع

ألم بسلمى قبل أن تظعنا ... إنّ لسلمى عندنا ديدنا

قد علمت سلمى وأشياعها ... ما قطّر الفارس إلاّ أنا

شككت بالرّمح حيازيمه ... فالخيل تعدو رهباً بيننا

قال الشعبيّ: إن الأعاجم كانوا يومئذ يعني يوم القادسيّة مئة ألف وعشرين ألفاً، معهم ثلاثون فيلاً، مع كلّ فيل أربعة آلاف؛ فقال سعد بن أبي وقّاص لعمرو بن معدي كرب الزّبيدي ولقيس بن مكشوح المرادي ولطلحة بن خويلد الأسديّ: إنكم شواحطنا، فسيروا في النّاس فحرّضوهم. فقام عمرو بن معدي كرب فقال: أيّها النّاس، كونوا أشدّ حذراً إذا برز إلى أحدكم قرنه، فلا يكله إلى غيره، إن هؤلاء معشر الأعاجم إذا لقي أحدهم قرنه فهو تيس؛

<<  <  ج: ص:  >  >>