عن عمير بن هانئ، قال: وجّهني عبد الملك بن مروان بكتب إلى الحجّاج بن يوسف وهو محاصر ابن الزّبير، وقد نصب على البيت أربعين منجنيقاً. قال: فرأيت عبد الله بن عمر إذا أقيمت الصّلاة مع الحجّاج صلّى معه، وإذا حضر عبد الله بن الزّبير المسجد الحرام صلّى معه. قال: فقلت: يا أبا عبد الرّحمن، تصلّي مع هؤلاء، وهذه أعمالهم؟ فقال لي: يا أخا أهل الشّام، صلّ معهم ما صلّوا، ولا تطع مخلوقاً في معصية الخالق. قال: فقلت له: ما قولك في أهل مكة؟ قال: ما أنا لهم بعاذر. قلت: فما تقول في أهل الشّام؟ قال: ما أنا لهم بحامد؛ كلاهما يقتتلون على الدّنيا، يتهافتون في النّار تهافت الذّباب في المرق. قال: قلت: فما قولك في هذه البيعة أخذ علينا ابن مروان؟ فقال عبد الله بن عمر: إنّا كنّا نبايع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على السّمع والطّاعة، وكان يلقّننا:" فيما استطعتم ".
قال محمد بن إسماعيل البخاريّ: وزعم آل عمير أنه أدرك ثلاثين من أصحاب النّبيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قال العجليّ: شاميّ، تابعيّ، ثقة.
حدّث عمير بن هانئ، قال: ولاّني الحجّاج بن يوسف الكوفة، فما بعث إليّ في إنسان أحدّه إلاّ حددته، وما بعث إليّ في إنسان أقتله إلاّ أرسلته؛ فبينما أنا على ذلك إذ بعث إليّ الجيش أسير بهم إلى أناس أقاتلهم، فقلت: ثكلتك أمّك عمير! كيف بك؟ فلم أزل أكاتبه حتى بعث إليّ أن انصرف. فقلت: والله لا أجتمع أنا وأنت في بلد أبداً؛ فجئت وتركته.
عن ابن جابر، عن عمير بن هانئ: أنه كان يضحك، فأقول له: يا أبا الوليد، ما هذا؟ فيقول: بلغني أن أبا الدّرداء كان يقول: إني أستجمّ ببعض الباطل ليكون أنشط لي في الحقّ.