حدّث عن أبي هريرة، قال: قدمت المدينة ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين افتتحها، فسألته أن يسهم لي، فتكلّم بعض ولد سعيد بن العاص، فقال: لاتسهم يا رسول الله. قال: هذا قاتل ابن قوقل. فقال سعيد بن العاص: يا عجباً لوبر قد تدلّى علينا من قدوم ضأن يعيّرني بقتل امرئ مسلم أكرمه الله على يديّ، ولم يهنّي على يديه. قال عنه يحيى بن معين: ثقة.
ذكر عن عنبسة بن سعيد أنه قال: لمّا اجتمعت أهلي قلت: لأرسلنّ إلى سيّد قومي مروان فلأدعونّه؛ فأصلحت داري، وتجمّلت بالفرشة والسّتور والخدم والبزّة الظاهرة، وتكلّفت في ذلك، وصنعت طعاماً وذلك بعدما ملك ثم دعوت مروان، فأتاني هو وابناه عبد الملك وعبد العزيز، فجعل ينظر إلى ماهيّأت؛ وأتيت بالطّعام، فوضعته، فقال: فأدخل يده في الثّريد، هو وابنه، ثم أقبل عليّ ويده في الصّفحة يهيء لقمته، فقال: يا عنبسة، هل عليك من دين؟ قلت: نعم، إن عليّ لدنياً. قال: وكم؟ قلت: سبعون ألف درهم. فقبض يده، ورفعها من طعامي، وقال لابنيه: ارفعا أيديكما، حرم علينا طعامك، أما كنت تقدر أن تجعل بعض هذه الفضول التي أرى في بعض دينك؟ فهو كان أولى بك. ثم قام، ولم يأكل من طعامي شيئاً، فلو كان قضاها عنّي ما كان بأنفع لي من عظته. قلت في نفسي: هذا شيخي وسيّد قومي، صنع ما أرى استخفافاً بي وعظة لي؛ فعمدت إلى تلك الفضول ففرّقتها، وصمدت صمد ديني أقضيه، فما برح ذلك حتى قضى الله عنّي الدّين، وتأثّلت المال. وكان انقطاع عنبسة إلى الحجّاج بن يوسف.