يقول: المسجد بيت كل تقي. وقد ضمن الله لمن كانت المساجد بيوتهم بالروح والراحة، والجواز على الصراط إلى رضوان الرب، ويا أخي أدن اليتيم منك، وامسح برأسه والطف به وأطعمه من طعامك، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: وجاءه رجل يشكو إليه قسوة قلبه. قال: أدن اليتيم منك والطف به، وامسح برأسه وأطعمه من طعامك، فإن ذلك يلين قلبك، وتدرك حاجتك؛ ويا أخي إياك أن تجمع من الدنيا ما لاتؤدي شكره، فإني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: يؤتى بصاحب المال الذي أطاع الله فيه، وماله بين يديه، كلما انكفأ به الصراط قال له ماله: امض فقد أديت حق الله في، ثم يجاء بصاحب المال الذي لم يطع الله فيه وماله بين كتفيه، كلما تكفأ به الصراط قال له ماله: ويلك، ألا أديت حق الله في! فما يزال كذلك حتى يدعو بالويل والثبور ... الحديث.
قال أبو البختري: بينا أبو الدرداء يوقد تحت قدرٍ إذ سمع في القدر صوتاً، ثم ارتفع الصوت بتسبيح كهيئة صوت الصبي، ثم انكفأ القدر، ثم رجعت إلى مكانها ولم ينصب منها شيء، فجعل أبو الدرداء ينادي: يا سلمان انظر إلى ما لم تنظر إلى مثله أنت ولا أبوك، فقال له سلمان: أما إنك لو سكت لسمعت من آيات الله الكبرى.
قال ميمون: مرض أبو الدرداء ففزع إلى نفقةٍ كانت عنده، فوجدها خمسة عشر درهماً فقال: ما كانت هذه مبقيةً مني شيئاً، إن كانت لمحرقة ما بين عانتي إلى ذقني.
وعن مالك بن أنس أن أبا الدرداء قال: إني لبخيل، إن كان لي ثلاثة أثواب لا أقرض الله أحدها.
كان أبو الدرداء يقول في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من تفرقة القلب. قيل له: وما تفرقة القلب؟ قال: أن يوضع لي في كل وادٍ مال.
قالت أم الدرداء: بات أبو الدرداء ليلة يصلي، فجعل يبكي ويقول: اللهم أحسنت خلقي فحسن