أظن بلا شك بأنك كاتبٌ ... بصيرٌ بأبواب الرشاء خبير
ثم أشار نحو الأمير فقال:
وهذا الأمير المرتجى سيب كفه ... فما إن له فيما علمت نظير
عليه رداءٌ من وقارٍ وهيبةٍ ... ووجهٌ بإدراك النجاح بشير
كريمٌ له في المكرمات سوابقٌ ... على كل من يزهو بهم ويطير
ألا إنما عبد الاله بن طاهرٍ ... لنا والدٌ في دهرنا وأمير
قال أبو السمراء: فضحك الأمير وأمر له بعشرة آلاف درهم، وأمره بلزومه وصحبته.
قال أبو السمراء: كنت عند أبي العباس عبد الله بن طاهر، وليس غيري وأنا بالقرب منه بين يديه، ودخل أبو الحسن إسحاق بن إبراهيم فاستدناه لمناجاته، واعتمد على سيفه وأصغى لمناجاته وحولت وجهي وأنا ثابتٌ مكاني، وطالت النجوى بينهما، واعترتني حيرةً فيما بين القعود على ما أنا عليه والقيام، وانقطعا عما كانا فيه ورجع إسحاق إلى موقفه ونظر أبو العباس فقال: يا أبا السمراء، قلت: لبيك، فأنشأ يقول: من البسيط
إذا النجيان رسا عنك سرهما ... فانزح بسمعك تجهل ما يقولان
ولا تحملهما ثقلاً لخوفهما ... على تناجيهما بالمجلس الداني