وعن أبي هريرة أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصف لأصحابه ليلة اسري به إبراهيم وموسى وعيسى وقال: أما إبراهيم فلم أر أشبه بصاحبكم منه - أو قال: أنا أشبه ولده به - وأما موسى فرجل آدم طوال جعد أقنى، كأنه من رجال شنوة. وأما عيسى فرجل أحمر، بين القصير والطويل، سبط الشعر، كثير خيلان الوجه، كأنه خرج من ديماس - يعني الحمام - تخال رأسه يقطر ماء، وما به ماء، أشبه من رأيت به عروة بن مسعود. قال: وأتيت بإناءين في أحدهما خمر وفي الآخر لبن، فقيل لي: خذ أيهما شئت، فأخذت اللبن، فشربت منه، فقيل لي: هديت إلى الفطرة - أو اصبت الفطرة - أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك.
وفي حديث بمعناه أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: إني ليلة أسري بي وضعت قدمي حيث توضع أقدام الأنبياء من بيت المقدس فعرض علي عيسى بن مريم ... الحديث.
وعن أبي هريرة، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد، وأنا أولى الناس بعيسى بن مريم لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وإنه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، فإنه رجلٌ مربوع الخلق، إلى الحمرة والبياض، سبط، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل، بين ممصرتين، فيدق الصليب، ويقتل الخمزير، ويضع الجزية، وعطل الملل، ويقاتل على الإسلام حتى يهلك الله في زمانه الملل كلها غيرالإسلام، ويهلك في زمانه مسيح الضلالة، الدجال الكذاب، وتقع الأمنة في الأرض، حتى يرتع الأسد من الإبل، والنمور مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الغلمان والصبيان بالحيات، لا يضر بعضهم بعضاً؛ حتى يمكث في الأرض ما شاء الله، ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون، ويدفنونه.
قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ويهلك في زمانه الملل كلها، صريح البيان عن أن اليهود والنصارى