للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعم، قال فبت الليلة فإذا أصبحت لقيتك، فلما أصبح لقيني قال: هل رأيت الليلة في منامك شيئاً؟ قلت: لا، إلا خيراً، قال: فصنع بي ذلك ثلاث ليال، ثم قال: انطلق، فانطلقت معه حتى أدخلني سرباً فيه غيلان والحارث الكذاب في أصحاب له، ورجل يقول لغيلان: يا أبا مروان ما فعلت الصحيفة التي كنا نقرؤها بالأمس؟ قال: عرج بها إلى السماء، فأحكمت ثم أهبطت. فقلت: إنا لله! ما كنت أني أبقى حتى أسمع بهذا في أمة محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قال خالد بن اللجلاج لغيلان: ويحك يا غيلان! ألم تكن زفاناً؟ ويلك يا غيلان! ألم تكن قبطيا وأسلمت! ألم أجدك في شيبتك وأنت ترامي النساء بالتفاح في شهر رمضان ثم صرت حارساً تخدم امرأة حارث الكذاب وتزعم أنها أم المؤمنين ثم تحولت من ذلك فصرت قدريا أو زنديقاً؟ زاد في رواية: ما أراك تخرج من هوى إلا دخلت في شر منه.

قال الأوزاعي: أول من نطق بالقدر رجلٌ من أهل العراق يقال له: سوسن، وكان نصرانيا فأسلم، ثم تنصر فأخذ عنه معبد الجهني، وأخذ غيلان عن معبد.

قال إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة: لقيت غيلان القدري فقلت له: من كان أشد الناس عليك كلاماً؟ فقال: كان أشد الناس علي كلاماً عمر ين العزيز كأنه يلقن من السماء، ولقد كنت أطلب له مسائل أعنته فيها، فبينما أنا ذات يوم أظفر به فاليوم، قال: فدخلت عليه فقلت: يا أمير المؤمنين! هذه الدراهم البيض، فيها كتاب الله، يقلبها اليهودي والنصراني والحائض والجنب، فإن رأيت أن تأمر بمحوها، فقال لي: أردت أن تحتج علينا الأمم إن غيرنا توحيد ربنا واسم نبينا، قال: فبهت فلم أدر ما أرد عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>