خرج علي بن عبد الله بن العباس بالفضل اللهبي إلى عبد الملك بن مروان بالشام، فخرج عبد الملك بن مروان يوماً راكباً على نجيب، ومعه حادٍ يحدو به، وعلي بن عبد الله على يساره على نجيبٍ له ومعه بغلةٌ تجنب، فحدا حادي عبد الملك به: من مشطور الرجز
يا أيها البكر الذي أراكا
عليك سهل الأرض في ممشاكا
ويحك هل تعلم من علاكا
إن ابن مروان على ذراكا
خليفة الله الذي امتطاكا
لم يعل بكراً مثل ما علاكا
فعارضه الفضل اللهبي، فحدا بعلي بن عبد الله بن عباس فقال: من مشطور الرجز
يا أيها السائل عن علي
سألت عن بدرٍ لنا بدري
أغلب في العلياء غلابي
ولين الشيمة هاشمي
جاء على بكرٍ له مهري
فنظر عبد الملك إلى علي فقال: هذا مجنون آل أبي لهب؟ قال: نعم. فلما أعطى قريشاً مر به اسمه فحرمه وقال: يعطيه علي.
لقي الأحوص الشاعر الأنصاري الفضل بن العباس بن أبي لهب، فأنشده الأحوص من شعره، فقال له الفضل: إنك لشاعر، ولكنك لا تحسن تؤبد، فقال الأحوص: بلى والله إني لأحسن أؤبد حين أقول وقال: من البسيط