أتزوج إلا على ألف ألف أقضي بها دينه. فخطبها ابن عمرو بن عثمان، فاستكثر الصداق، فشاور عمر بن عبد العزيز فقال: ابنة الحسين وابنة فاطمة، انتهزها. فتزوجها على ألف ألف وبعث إليها بالصداق كاملاً، فقضت دينها ودخل بها.
خطب الحسن بن الحسن إلى المسور بن مخرمة ابنته، وكانت فاطمة بنت الحسين تحته، فقال: يا بن رسول الله، لو خطبت إلي على شسع نعلك لزوجتك، ولكن سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: إنما فاطمة شجنةٌ مني يرضيني ما أرضاها ويسخطني ما أسخطها. فأنا أعلم أنها لو كانت حية فتزوجت على ابنتها لأسخطها ذلك، فما كنت لأسخط رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
لما زوجت فاطمة بنت الحسين ابنتها من عبد الله بن عمرو بن عثمان هشام بن عبد الملك دخلت عليه هي وسكينة فقال هشام لفاطمة: صفي لنا يا بنة حسين ولدك من ابن عمك، وصفي لنا ولدك من ابن عمنا. قال: فبدأت بولد الحسن فقالت: أما عبد الله فسيدنا وشريفنا والمطاع فينا، وأما الحسن فلساننا ومدرهنا، وأما إبراهيم فأشبه الناس برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شمائلاً وتطلعاً ولوناً. وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا مشى تقلع، فلا يكاد عقباه تقعان بالأرض. وأما اللذان من ابن عمكم فإن محمداً جمالنا الذي نباهي به، والقاسم عارضتنا التي نمتنع بها، وأشبه الناس بأبي العاص بن أمية عارضة ونفساً. فقال: والله لقد أحسنت صفاتهم يا بنت حسين. ثم وثب، فجبذت سكينة بنت الحسين بردائه وقالت: والله يا أحول لقد أصبحت تهكم بنا، أما والله ما أبرزنا لك إلا يوم الطف. قال: أنت امرأةٌ كثيرة الشر.
وكانت فاطمة بنت الحسين أعطت ولدها من حسن بن حسن مورثها من حسن بن حسن، وأعطت ولدها من عبد الله بن عمرو مورثها من عبد الله بن عمرو، فوجد ولدها