للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علينا فقمنا إليه، فأقسم علينا بالجلوس، فجلسنا، ثم اتكأ على قائم سيفه، ثم أنشأ يقول: " من الطويل "

ألا أيها الزوار لا يد عندكم ... أياديكم عندي أجل وأكبر

وإن كنتم أفردتموني للرجا ... فشكري لكم من شكركم لي أكثر

كفاني من مال دلاص وسابح ... وأبيض مت صافي الحديد ومغفر

ثم أمر بنهب تلك الأموال، فأخذ كل واحد منا على قدر طاقته.

عن إدريس بن معقل قال: اجتمع على باب أبي دلف جماعة من الشعراء، فمدحوه، وتعذر عليهم الوصول إليه، وحجبهم حياء لضيقة نزلت به، فأرسل إليهم خادماً له، يعتذر إليهم، ويقول: انصرفوا في هذه السنة، وعودوا في القابلة، فإني أضعف لكم العطية، وأبلغكم الأمنية. فكتبوا إليه: " من الخفيف "

أيهذا العزيز قد مسنا الده ... ر بضر وأهلنا أشتات

وأبونا شيخ كبير فقير ... ولدينا بضاعة مزجاة

قل طلابها فبارت علينا ... وبضاعاتنا بها الترهات

فاغتنم شكرنا وأوف لنا الكي ... ل وصدق فإننا أموات

فلما وصل إليه الشعر ضحك وقال: علي بهم. فلما دخلوا قال: أبيتم إلا " أن " تضربوا

<<  <  ج: ص:  >  >>