ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من أهل المدينة، وقال: له دار بالمدينة في التمارين، في زقاق النقاشين، وكان تحول إلى الشام، فكان آثر الناس عند عبد الملك بن مروان، وكان على خاتم عبد الملك، وكان البريد إليه، فكان يقرأ الكتب إذا وردت ثم يدخلها على عبد الملك، فيخبره بما فيها، وكانت لأبيه صحبة. وكان قبيصة ثقة مأموناً كثير الحديث.
عن ابن ذكوان قال: كان عبد الملك بن مروان رابع أربعة من الفقه أوالنسك؛ فذكر سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وقبيصة بن ذؤيب، وعبد الملك بن مروان.
عن إسماعيل بن عبيد الله قال: دخلت على أم الدرداء وعندها قبيصة بن ذؤيب، فقلت له: يا أبا سعيد.
عن سعيد بن عبد العزيز قال: أتي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقبيصة بن ذؤيب ليدعو له وهو غلام، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" هذا رجل " - قال سعيد: يريد أنه ذهب أهله ولم يبق إلا هو.
كان قبيصة بن ذؤيب معلم كتاب، وكان أعور، ذهبت عينه يوم الحرة، وليس مولده محفوظاً، والمحفوظ أنه ولد عام فتح مكة.
قال الشعبي: قبيصة بن ذؤيب أعلم الناس بقضاء زيد بن ثابت.
وقال مكحول: ما رأيت أحداً أعلم من قبيصة بن ذؤيب.
توفي قبيصة بن ذؤيب سنة ست وثمانين، وقيل سنة سبع، وقيل سنة ثمان، وقيل سنة تسع وثمانين.