وقالوا غداً أو بعد ذاك بليلة ... فراق حبيب لم يبن وهو بائن
فما كنت أخشى أن تكون منيتي ... بكفي إلا أن ما حان حائن
وندم على طلاقها ندماً شديداً، وجعل يأتي منزلها، ويبكي فيه، فلامه أبوه وأهل بيته، فقال: " من الوافر "
أمس تراب أرضك يا لبنى ... ولولا أنت لم أمس ترابا
وقال في ذلك أيضاً في إتيان منزلها: " من الكامل "
كيف السلو ولا أزال أرى لها ... ربعاً كحاشية اليماني المخلق
ربعأ لواضحة الجبين غريرة ... كالشمس إذا طلعت رخيم المنطق
قد كنت أعهدها به في غرة ... والعيش صاف والعدى لم تنطق
حتى إذا نطقوا وآذن فيهم ... داعي الشتات برحلة وتفرق
خلت الديار فزرتها فكأنني ... ذو جنة من سمها لم يعرق
ومن أتم ما قاله في لبنى وأشهره
وصاح غراب البين وانشقت العصا ... ببين كما شق الأديم الصوانع
فلما بدا منها الفراق كما بدا ... بظهر الصفا الصلد الشقوق الصوادع
كأنك بدع لم تر الناس قبلها ... ولم يطلعك الدهر فيمن يطالع
ألا يا غراب البين قد طرت بالذي ... أحاذر من لبنى فهل أنت واقع
فما من حبيب دائم لحبيبه ... ولا صاحب إلا به الدهر فاجع