فما أحدث النأي الذي كان بيننا ... سلواً ولا طول اجتماع تقاليا
وما زادني الواشون إلا صبابة ... ولا كثرة الناهين إلا تماديا
وأنشد أبو جعفر العدوي لكثير عزة:" من البسيط "
لو قاس من قد مضى وجدي بوجدهم ... لم يبلغوا من عشير العشر معشارا
وصالكم جنة فيها كرامتها ... وهجركم يعدل الغسلين والنارا
قال ابن قتيبة: قال كثير: " من المتقارب "
بآية أني إذا ما ذكرت ... عرفت خلائق مني ثلاثا
عفافاً ومجداً إذا ما الرجال ... تبالوا خلائقهم واحتراثا
حدث إسحاق بن جعفر أبو يحيى قال: قيل لكثير عزة: ما بقي من شعرك؟ فقال: ماتت عزة فما أطرب، وذهب الشباب فما أعجب، ومات ابن ليلى فما أرغب - يعني عبد العزيز بن مروان - وإنما الشعر بهذه الخلال.
قال عمر بن عبد العزيز: إني لأعرف صلاح بني هاشم وفسادهم بحب كثير؛ من أحبه منهم فهو فاسد، ومن أبغضه منهم فهو صالح؛ لأنه كان خشبياً يرى الرجعة.
مات عكرمة وكثير عزة في يوم واحد - يعني سنة خمس ومائة - فأجفلت قريش في جنازة كثير، ولم يوجد لعكرمة من يحمله.