للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تمنى المنى حتى إذا ملت المنى ... جرى واكف من دمعها متبادر

كما ارفض سلك بعدما ضم ضمة ... بخيط الفتيل اللؤلؤ المتناثر

قال: فرواه عنه رجل من أهل الشام، ثم خرج ذلك الشامي يريد مكة، فاجتاز بأم عمرو وأختها ميلاء، وقد ضل الطريق، فذكر - لما نادت: يا ميلاء - شعر كعب، فتمثل به، فعرفت أم عمرو الشعر، فقالت: يا عبد الله، من أين أقبلت؟ قال: من الشام، قالت: وممن سمعت هذا الشعر؟ قال: من رجل من أهل الشام، قالت: أوتدري ما اسمه؟ قال: سمعت أنه كعب، قالت: فأقسمنا عليك ألا تبرح حتى يسمع إخوتنا قولك، فنحسن إليك نحن وهم، فقد أنعمت علينا، فقال: أفعل، وإني لأروي له شعر آخر، فما أدري أتعرفانه أم لا، فقالت: نسألك بالله إلا أسمعتناه، قال: سمعته يقول: " من الطويل "

خليلي قد رمت الأمور وقستها ... بنفسي وبالفتيان كل زمان

ولم أخف شراً للصديق، ولم أجد ... خلياً ولا ذا البث يستويان

من الناس إنسانان ديني عليهما ... مليان لو شاءا لقد قضياني

خليلي أما أم عمر وفمنهما ... وأما عن الأخرى فلا تسلاني

بلينا بهجران ولم أر مثلنا ... من الناس إنسانين يهتجران

أشد مصافاة وأبعد من قلى ... وأعضى لواش حين يكتنفان

تحدث طرفانا بما في صدورنا ... إذا استعجمت بالمنطق الشفتان

فو الله ما أدري أكل ذوي الهوى ... على ما بنا أم نحن مبتليان

فلا تعجبا مما بي اليوم من هوى ... فبي كل يوم مثل ما تريان

خليلي عن أي الذي كان بيننا ... من الوصل أم ماضي الهوى تسلان

وكنا كريمي معشر خط بيننا ... هوى فحفظناه بحسن صيان

<<  <  ج: ص:  >  >>