للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أبان بن تغلب قال: قال لي الكميت وأنا أحادثه: يا أبان، لا تخبر الناس فقراً؛ وإن مت هزلاً؛ فإن الفقير تريكة من الترائك، لا يعبأ بها، ولا يلتفت إليها. وأنشدني قوله: " من الطويل "

وما أنت يا كلب إلا تريكة ... كما تركت في دمنة خلق النعل

قال أبو أيوب سليمان بن أيوب: قيل للكميت: لم لم ترث أخاك؟ قال: إن مرثيته لا ترد مرزيته.

قال ثور بن يزيد الشامي: رأيت الكميت بن زيد في النوم، فقلت: ما فعل الله بك؟ قال غفر لي، قال: بماذا؟ قال: نصب لي كرسياً، وأجلسني عليه، وأمرت بإنشاد " طربت.. "، فلم بلغت إلى قولي:

حنانيك رب الناس من أن يغرني ... كما غرهم شرب الحياة المنضب

قال: صدقت يا كميت، إنه ما غرك ما غرهم، فقد غفرت لك بصدقك في صفوتي من بريتي، وخيرتي من خليقتي، وجعلت لك بكل منشد أنشد بيتاً من مدك آل محمد رتبة أرفعها لك في الآخرة إلى يوم القيامة.

قال الحافظ بن عساكر:

بلغني أن مبلغ شعر الكميت خمسة آلاف ومئتان وتسعة وثمانون بيتاً، وأنه ولد أيام قتل الحسين بن علي سنة ستين، ومات في سنة ست وعشرين ومائة في خلافة مروان بن محمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>