الحسين بن علي. فدخلت عليه، فقال: ما الخبر، ما وراءك؟ قال: قلت: القلوب معك، والسيوف مع بني أمية.
وفي رواية أخرى: فنزلت عن راحلتي، وكان بيني وبينه معرفة، فأخذت بزمام راحلته، قال: ما وراءك؟ قلت: أنت أحب الناس إلى الناس، والسيوف مع بني أمية، والقضاء في السماء. قال: فشهدت الموسم مع الناس، فلما كان يوم الصدر، وتقلع الناس، فإذا فسطاط، فقلت: لمن هذا يا فسطاط؟ فقالوا: لعبد الله بن عمرو، فأتيته، فإذا أغيلمة سود قصار يلعبون، قلت: يا غلمان، أين أبوكم؟ قالوا: في هذا الفسطاط يتوضأ. فخرج كأنه قد توضأ، فقلت: ما تقول في هذا الرجل الذي خرج؟ - يعني الحسين - قال: ليس يحيك فيه السلاح، قال: قلت: ألست القائل لفلان كذا وكذا؟ فسبني، قال: قلت: ما مثله إلا مثل موسى حين خرج هارباً من آل فرعون! قال الفرزدق: فلما كنت على ماء لنا يقال له تعشار، إذا رفقة من أهل الكوفة، قلت: ما الخبر؟ قالوا: قتل الحسين - عليه السلام.
لا يحيك فيه السلاح: أي لا يضره السلاح مع ما قد سبق له، ليس أنه لا يقتل.
قال محمد بن سلام بن عبيد الله: حدثني أبو يحيى قال: قال الفرزدق لابنه لبطة وهو محبوس: اشخص إلى هشام. ومدحه بقصيدة، وقال لابنه: استعن بالقيسية، ولا يمنعك منهم هجائي لهم؛ فإنهم سيغضبون لك. وقال:" من الطويل "
أنقتل فيكم أن قتلنا عدوكم ... على دينكم والحرب باد قتامها
فغير أمير المؤمنين فإنها ... يمانية حمقاء أنت هشامها