هذا؟ " فسكتت، فقال شاب بحذائها: يا رسول الله، إنها حديثة السن، حديثة عهد بخزية، وإنها لن تخبرك، وأنا أبوه، يا رسول الله، فالتفت إلى من عنده كأنه يسألهم عنه، فقالوا ما علمنا إلا خيراً، ونحو ذلك، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أحصنت "؟ قال: نعم، فأمر برجمه، فذهبنا، فحفرناله حتى أمكنا، ورميناه بالحجارة حتى هدأ، ثم رجعنا إلى مجالسنا. فبينما نحن كذلك إذا شيخ يسأل عن الفتى، فقمنا إليه، فأخذنا بتلابيبه، فجئنا به إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقلنا: يا رسول الله، إن هذا جاء سأل عن الخبيث! فقال: " مه، لهو أطيب عند الله ريحاً من المسك "! قال فذهبنا، فأعناه على غسله وحنوطه وتكفينه، وحفرنا له - ولا أدري أذكر الصلاة أم لا.
عن العلاء بن اللجلاج، عن أبيه قال: أسلمت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا ابن خمسين سنة - ومات اللجلاج وهو ابن عشرين ومائة سنة - قال: ما ملأت بطني من طعام منذ أسلمت مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ آكل حسبي، وأشرب حسبي.
عن ابن اللجلاج قال: خرجت مع أبي إلى المصلى في سوم عيد، فخرج وهو يرفع صوته بالتكبير، فقلت: اخفض صوتك يا أبتاه، فإن الناس ينظرون إليك! قال: وقد بقيت حتى صرت في قوم أظهر سنة فيرمقوني في أبصارهم، وينكرونها؟ اللهم لا تردني إلى أهلي حتى تقبضني إليك. قال: فما رجع إلى منزله حتى مات. وكان قد أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
عن العلاء بن اللجلاج قال: قال لي أبي: يا بني، إذا أنا مت فالحد لي، فإذا وضعتني في لحدي فقل: بسم الله، وعلى سنة رسول الله. ثم سن علي التراب سناً، ثم أقرأ عند رأسي بفاتحة البقرة، وخاتمتها؛ فإني سمعت ابن عمر يقول ذلك.