وقال الخطيب: سافر الكثير، وكتب عن الغرباء، وروى مناكير، وعن مشايخ مجهولين.
روى بسنده عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الموت كفارة لكل مسلم ".
قال عبد العزيز بن علي الوراق:
سئل أبو بكر المفيد وأنا حاضر عن سماعه من أبي العباس أحمد بن هبد الرحمن السقطي صاحب يزيد بن هارون، فذكر أنه سمع منه سنة خمس وتسعين ومائتين. قال: وكان سني في ذلك الوقت إحدى عشرة سنة، ومولدي سنة أربع وثمانين ومائتين، وكان سن السقطي وقت سماعي منه مائة سنة وخمس سنين.
وحكي عنه أنه قال: قال الخطيب: وكان شيخنا أبو بكر البرقاني قد أخرج في مسنده الصحيح عن المفيد حديثاً واحداً، فكان كلما قرئ عليه اعتذر من روايته عنه، وذكر أن ذلك الحديث لم يقع إليه إلا من جهته، فأخرجه عنه. وسألته عنه؟ فقال: ليس بحجة. وقال: رحلت إلى المفيد، فكتبت عنه " الموطأ "، فلما رجعت إلى بغداد قال لي أبو بكر بن أبي سعد: أخلف الله عليك نفقتك، فدفعته إلى بعض الناس، وأخذت بدله بياضاً.
توفي المفيد سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة. وكان مولده ببغداد، ووفاته بجرجرايا.