أمرها. فأخذه معاوية في الرهن، وحمله إلى دمشق - ويقال: إلى فلسطين - يسجنه بها، فهرب، فأدرك، فقتل.
قال محمد بن سعد في الطبقة الأولى من أهل بدر: أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، واسمه هشيم، وأمه أم صفوان، واسمها فاطمة بنت صفوان بن أمية بن محرث الكناني. وكان لأبي حذيفة من الولد: محمد، وأمه سهلة بنت سهيل بن عمرو، من بني عامر بن لؤي، وهو الذي وثب بعثمان بن عفان، وأعان عليه، وحرض أهل مصر، حتى ساروا إليه. وكان أبو حذيفة من مهاجرة الحبشة في الهجرتين جميعاً، ومعه امرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو، وولدت له هناك بأرض الحبشة محمد بن أبي حذيفة.
حدث خليفة بن خياط قال: في تسمية عمال علي في مصر: ولى محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة مصر، ثم عزله، وولى قيس بن سعد بن عبادة، ثم عزله، وولى الأشتر مالك بن الحارث النخعي، فمات قبل أن يصل إليها، فولى محمد بن أبي بكر، فقتل بها، وغلب عمرو بن العاص على مصر.
حدث عبد الملك بن مليل السليحي - وهم إلى قضاعة - قال:
كنت مع عقبة بن عامر جالساً قريباً من المنبر يوم الجمعة، فخرج محمد بن أبي حذيفة، فاستوى على المنبر، فخطب الناس، ثم قرأ عليهم سورة من القرآن - وكان من أقرأ الناس - فقال عقبة بن عامر: صدق الله ورسوله؛ إني سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:" ليقرأن القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين، كما يمرق السهم من الرمية " فسمعها ابن أبي حذيفة فقال: والله لئن كنت صادقاً - وإنك ما علمت لكذوب - إنك منهم.