أبايعك على كتاب الله وسنة نبيه. فقال: لا شرط لك. فقال: لا بيعة لك. فلما خاف معاوية أن يفسد عليه الناس قال: اجلس. فتركه، حتى إذا رأى أنه قد عقل، قال: أيها الشيخ! لا خير في أمر لا يعمل فيه بكتاب الله وسنة نبيه، فبايع أيها الشيخ، فبايعه. فقام حتى مر بهمدان، فبايعت فأتاه رجل، فقال: والله إني لأبايعك وإني لك لكاره. فقال معاوية: بايع؛ فإن الله قد جعل في الكره خيراً كثيراً. فبايع. وأقبل يبايع همدان، فمر به رجل منهم آخر، فقال: أعوذ بالله من شرك يا معاوية. فقال له معاوية: تعوذ بالله من شر نفسك، فشر نفسك أذم لك من شر نفسي. ثم تقدم رجل آخر فقال: أبايعك على سيرة أبي بكر وعمر بن الخطاب. فكف معاوية يده، ثم قال: وأين رجال ابن الخطاب؟! بايع على دهماء جامعة. فبايعه الرجل. وأقبل يبايع حتى فرغ من بقية الناس كلهم.
وروى عن المغيرة بن عمر، بسنده، إلى العلاء بن سعد، وكان ممن بايع يوم الفتح أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يوماً لجلسائه:" هل تسمعون ما أسمع؟ " قالوا: وما تسمع يا رسول الله؟ قال:" أطت السماء، وحق لها أن تئط، ليس منها موضع قدم إلا وعليه ملك قائم أو راكع أو ساجد ". ثم قرأ " وإنا لنحن الصافون. وإنا لنحن المسبحون ".
قال ابن أبي حاتم: محمد بن خالد الدمشقي.. سألت أبي عنه، قال: كان يكذب. سمعت منه حديثاً ...