للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني ابن عبد الله بن الحسن، وبسط يده في النفقة في طلبه، فأغذ السير، حتى قدم المدينة هلال رجب سنة إحدى وأربعين ومئة، ولم يعلم به أهل المدينة حتى جاء رسوله من الشقرة وهي بين الأعوص والطرف، على ليلتين من المدينة. فوجد في بيت المال سبعين ألف دينار، وألف ألف درهم، فاستغرق ذلك، ورفع في محاسبته أموالاً كثيرة في طلب محمد، فاستبطأه أبو جعفر واتهمه، فكتب إليه أبو جعفر يأمره بكشف المدينة وأعراضها، فأمر محمد بن خالد أهل الديوان أن يتجاعلوا لمن يخرج، فتجاعلوا، وخرج إلى الأعراض لكشفها عن محمد، وأمر القسري أهل المدينة، فلزموا بيوتهم سبعة، وطافت رسله والجند بيوت الناس يكشفونها، لا يحسون شيئاً. وكتب القسري لأعوانه صكاكاً يتعززون بها لئلا يعرض لهم أحد. فلما استبطأه أبو جعفر، ورأى ما استغرق من الأموال، عزله.

حدث محمد بن خالد القسري قال: لما خرج محمد بن عبد الله بالمدينة، وأنا في حبس ابن حيان، أطلقني، فلما سمعت دعوته التي دعا إليها على المنبر، قلت: هذه دعوة حق. والله لأبلين الله فيها. فقلت: يا أمير المؤمنين! إنك قد خرجت بهذا البلد. والله لو وقف على نقب من أنقابه، مات أهله جوعاً وعطشاً. فانهض معي، فإنما هي عشر، حتى أضربه بمئة ألف سيف. فأبى علي. قال: فإني لعنده يوماً إذ قال: ما وجدنا من حر المتاع شيئاً أجود من شيء وجدناه عند ابن أبي فروة ختن أبي الخصيب، وكان انتقبه. قال: قلت: لا أراك قد أبصرت حر المتاع! قال: فكتبت إلى أبي جعفر، فأخبرته بقلة من معه. قال: فعطف علي فحبسني، حتى أطلقني عيسى بن موسى بعد قتله محمداً ودخوله المدينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>