قال أبو المنذر محمد بن سعد العامري يمدح دمشق من قصيدة له تقع في اثنين وثمانين بيتاً: من المنسرح
يا بلداً طاب منه مورده ... بين المغاني وطاب مصدره
تاهت دمشق، وتاه ساكنها ... مفتخراً حين عز مفخره
انظر، تأمل، أراق عينك ما ... راق عيون العباد منظره
فالأرض كالخود زان جوهرها ال ... حلي وزان الحلي جوهره
والماء ماء الحياة من بردى ... يصعد تياره ويحدره
والغوطتان اللتان ما لهما ... قدر ولا مبلغ نقدره
بدائع الله جل فاطرها ... يبدع ما شاء ويفطره
تيك الفراديس لا كفاء لها ... طاب ثناها وطاب محضره
مدينة المكرمات معقلها ... ورد الندى داره ومصدره
عزت وجلت وجل ساكنها ... وعز أفعاله ومتجره
والمسجد الجامع المنيف بها ... يشهرها بالتقى وتشهره
تبارك الله كيف دبره ... بانيه واختطه مدبره
كل خفي فمنه نعلمه ... وكل علم ففيه نأثره
فالعلم والفقه منه أثمنه ... والنسك والدين منه أيسره
إياك لا تنكرن فضيلته ... لم تر شيئاً إن كنت لم تره
واستوسق المجد في دمشق على ... ما ضمه فرعه وعنصره
عشائر أصبحت على سنن ال ... حق معالحق لا تغيره
أهل الرياسات ليس يجحد ما ... قلت لبيب وليس ينكره
أثني بما قدموا، وأنشره، ... إلي من صالح وأشكره
سر حيث شئت تلق لي مثلاً ... فيهم وبيتاً بهم أسيره