ومما قاله محمد بن عبد الله بن نمير الثقفي: من الطويل
أمن أن نأت دار الأحبة تجزع ... وكل هوىً لا بد يوماً مودع
لقد لبث القلب البعيد ذهوله ... من البين قبل البين حيناً يروع
فقلت لقلبي: كيف إذ شطت النوى ... وعلقت ما علقت منهن تصنع؟
وبانت بذاك القلب شمس لقيتها ... بمكة بين المشعرين تطوع
فما برح المسعى لدن أن مشت به ... إلى الحول ريا المسك فيه تضوع
وإن يكو أمسى اليوم في الجسم حبها ... سريعاً جواه فهو في النفس أسرع
تمسك بحبل الود لا تقطعنه ... وشر حبال الود ما يتقطع
وحافظ على سر الأمين فلا يضع ... لديك، وماذا بعد سرك تمنع؟!
ومما قاله أيضاً: من الطويل
أمن رسم دار عهدها متقادم ... غراماً وجهداً دمع عينيك ساجم؟
فحتى متى لله درك فاستفقتهيم بذكراها كأنك حالم؟
نأت بعد إسعاف بليلى ديارها ... وقلبي لليلى في المودة لائم
وكنا، ولكن الليالي دولة، ... كلانا قرير العين، بالعيش ناعم
فتبدي صدوداً ظاهراً وخيانة ... وفي السر ود بيننا وتكاتم
ويعصمنا من كل سوء وريبةوفاحشة والحمد لله عاصم
ومن شعره قوله:
خليلي عوجا نقض أسباب حاجة ... ونشك الذي قد شفنا ونسائل
وأم بريه هم قلبي لو أنها ... تلين لود أو تجود بنائل
بذلت لها ودي وضنت بودها ... وكم من مسول وده غير باذل
وعلقتها يوم المعرف إنني ... كذاك مشوق بالحسان العقائل