وإذا هم صنعوا الصنائع في الورى ... جعلوا لها طول البقاء لباسا
فعلام تسقيني وأنت سقيتني ... كأس المودة من جفائك كاسا
آنستني متفضلاً أفلا ترى ... أن القطيعة توحش الإيناسا؟
ومن بارع مديح البحتري قوله يصف بلاغة محمد بن عبد الملك: من الخفيف
في نظامٍ من البلاغة ما شك ... ك امرؤٌ أنه نظام فريد
ومعانٍ لو فصلتها القوافي ... هجنت شعر جرولٍ ولبيد
حزن مستعمل الكلام اختياراً ... وتجنن ظلمة التعقيد
وركبن اللفظ القريب فأدرك ... ن به غاية المراد البعيد
وأرى الخلق مجمعين على فض ... لك من بين سيدٍ ومسود
عرف العالمون فضلك بالعل ... م وقال الجهال بالتقليد
صارم العزم حاضر الحزم ساري ال ... فكر ثبت المقام صلب العود
دق فهماً وجل حلماً فأرضى ال ... لة فينا والواثق بن الرشيد
لا يميل الهوى به حيث يمضي ال ... أمر بين المقلي والمودود
سؤددٌ يصطفى ونيلٌ يرجى ... وثناءٌ يحيى ومالٌ يودي
قد تلقيت كل يومٍ جديدٍ ... يا أبا جعفرٍ بمجدٍ جديد
وإذا استطرفت سيادة قومٍ ... بنت بالسؤدد الطريف التليد
كان لمحمد بن عبد الملك دابةٌ أشهب أحم لم ير مثله في الفراهة والوطاء والحسن، فذكر المعتصم يوماً الدواب فقال: أشتهى دابةً في نهاية الوطاء تصلح للسرايا؛ فقال له أحمد بن خالد حيلويه: قد عرفته لك يا أمير المؤمنين على أن لا تعلم صاحبه أني ذكرته قال: لك ستر ذلك؛ قال: عند كاتبك محمد بن عبد الملك دابةً لم ير مثله؛ فوجه المعتصم فأخذه من محمد فقال فيه أبياتاً: من الكامل