الآيات حتى ختم السورة ثم قام فصلى ركعتين أطال فيهما القيام والركوع والسجود، ثم انصرف فنام حتى نفخ، ثم فعل ذلك ثلاث مرات ست ركعات كل ذلك يستاك ويتوضأ ويقرأ هذه الآيات، ثم أوتر بثلاثٍ قال: فأذن المؤذن فخرج إلى الصلاة وهو يقول: " اللهم اجعل في قلبي نوراً، واجعل في لساني نوراً، واجعل في سمعي نوراً، واجعل في بصري نوراً، واجعل في خلفي نوراً، ومن أمامي نوراً، واجعل من فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً، اللهم أعظم لي نوراً ".
وفي آخر بمعناه: ثم أقام بلال الصلاة فصلى.
توفي محمد بن علي بن عبد الله بن العباس سنة أربع وعشرين ومئة؛ وقيل: توفي سنة خمسٍ وعشرين ومئة، وهو ابن ستين سنة وقيل: توفي سنة ست وعشرين.
وكان أبو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية أوصى إليه ودفع إليه كتبه، فكان محمد بن علي وصي أبي هاشم، وقال له أبو هاشم: إن هذا الأمر إنما هو في ولدك؛ فكانت الشيعة الذين يأتون أبا هاشم ويختلفون إليه قد صاروا بعد ذلك إلى محمد بن علي.
وكان أبو هاشم عالماً قد سمع وقرأ الكتب وكان محمد بن علي من أجمل الناس وأمده قامةً، وكن النساء يستشرفن له، وكان رأسه مع منكب علي بن عبد الله، وكان رأس علي بن عبد الله مع منكب أبيه عبد الله، وكان رأس عبد الله مع منكب أبيه العباس.
أوصى علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب إلى ابنه سليمان؛ فقيل له: توصي إلى سليمان وتدع محمداً؟ فقال: أكره أن أدنسه بالوصاة.
قال محمد بن علي: لو أن هذا الموت أعد لأعدائنا دوننا لحق علينا أن نرحمهم.
وكان ابتداء دعاة بني العباس إلى محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وتسميتهم إياه بالإمام ومكاتبتهم له وطاعتهم لأمره، وكان ابتداء ذلك في خلافة الوليد بن عبد الملك سنة سبع وثمانين، ولم يزل الأمر يقوى في ذلك ويزيد إلى أن توفي سنة أربع وعشرين ومئة وقد انتشرت دعوته وكثرت شيعته، وأوصى إلى ابنه إبراهيم بن محمد.