وصلى الله على محمدٍ، أما بعد؛ فإني امرأةٌ غريبةٌ لم أنشأ معك، وما سرت مسيراً أشد علي من هذا المسير وذلك أني لا أعرف أخلاقك، فأخبرني بأخلاقك التي تحب أكن معها، وأخلاقك التي تكره أزدجر عنها، أقول قولي هذا ويغفر الله لي ولك؛ قال: فاستطرت فرحاً، ثم قلت: أما بعد؛ قدمت خير مقدمٍ على أهل دارٍ زوجك سيد رجالهم، وأنت إن شاء الله سيدة نسائهم، أنا أحب من الأخلاق كذا وكذا وأكره من الأخلاق كذا؛ قالت: حدثني عن أختانك أتحب أن يزوروك؟ قلت لها: إني رجلٌ قاضٍ ما أحب أن يكثروا فيملوني، ولا يطيلوا فيهجروني؛ قالت: وفقك الله؛ قال: فبت بأنعم ليلةٍ باتها عروسٌ، ثم الليلة الأخرى أنعم منها، فليس من ليلةٍ إلا وأنا أنعم من صاحبتها، حتى إذا كان بعد سبعٍ قالت لأنها: يا أمتاه انصرفي إلى منزلك ولا تأتيني إلى حولٍ قابلٍ في هذا الأوان، ولا تتركيني من الهدايا؛ قال: فكان الرسول يجيء بالأطباق الملاء ويأخذ الفارغ شبه الطير الخاطف، حتى إذا كان رأس الحول أتتها أمها وقد ولدت غلاماً وكان شريح رجلاً غيوراً فإذا بامرأة تأمر وتنهى في بيته فقال: يا زينب من هذه المرأة؟ قالت له: هذه ختنتك
فلانة أمي؛ قال شريح: سبحان الله قد آن لك؛ قالت العجوز: يا أبا أمية كيف ترى زوجتك؟ قلت: بالخير؛ قالت: يا أبا أمية إن الرجال لم يبتوا بشيءٍ مثل الخرقة الورهاء، ولا تكون المرأة عند زوجها بأسوأ حالٍ منها في حاليه: إذا حظيت عند زوجها أو ولدت له غلاماً، فإن رابك من أهلك ريبٌ فالسوط؛ قال لها: قد كفيت الرياضة وأحسنت الأدب، أنا أشهد أنها ابنتك؛ قالت العجوز: يا أبا أمية، أخوها بالباب يطلب الإذن عليها، تأذن له؟ قال: إي والله، فليدخل؛ فلما دخل إذا بالفتى الذي كان يخاصم الشيخ قال: وإنك لهو؟ قال: نعم؛ قال: أما إني لو تمنيت الجنة كان أفضل، تذكر يوم كنت تخاصم الشيخ؟ قال: أذكره؛ قال: فإني تمنيت أن تكون أختٌ لك عندي؛ قال: يا قاضي فإن الذي أعطاك مناك قادرٌ أن يعطيكها في الآخرة؛ ثم إنه ضم الصبي ونحله ذهباً؛ ثم قال: أرشد الله أمركم ووفقكم لحظكم، ومضى. أمي؛ قال شريح: سبحان الله قد آن لك؛ قالت العجوز: يا أبا أمية كيف ترى زوجتك؟ قلت: بالخير؛ قالت: يا أبا أمية إن الرجال لم يبتوا بشيءٍ مثل الخرقة الورهاء، ولا تكون المرأة عند زوجها بأسوأ حالٍ منها في حاليه: إذا حظيت عند زوجها أو ولدت له غلاماً، فإن رابك من أهلك ريبٌ فالسوط؛ قال لها: قد كفيت الرياضة وأحسنت الأدب، أنا أشهد أنها ابنتك؛ قالت العجوز: يا أبا أمية، أخوها بالباب يطلب الإذن عليها، تأذن له؟ قال: إي والله، فليدخل؛ فلما دخل إذا بالفتى الذي كان يخاصم الشيخ قال: وإنك لهو؟ قال: نعم؛ قال: أما إني لو تمنيت الجنة كان أفضل، تذكر يوم كنت تخاصم الشيخ؟ قال: أذكره؛ قال: فإني تمنيت أن تكون أختٌ لك عندي؛ قال: يا قاضي فإن الذي أعطاك مناك قادرٌ أن يعطيكها في الآخرة؛ ثم إنه ضم الصبي ونحله ذهباً؛ ثم قال: أرشد الله أمركم ووفقكم لحظكم، ومضى.
قال شريح: فلبثت معي عشرين سنةً وما بكتت عليها في تلك السنين إلا يوماً واحداً كنت لها