حدث عن محمد بن موسى بن أعين، بسنده إلى أبي هريرة، قال: جاء رجلٌ إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: إن وليدتي زنت؛ فقال:" اجلدها " قال: فإن عادت؟ قال:" فعد " قال: فإن عادت؟ قال:" فعد " قال: فإن عادت؟ قال:" فبعها ولو بضفيرٍ " في الرابعة.
وحدث عن أبي هاشم بن أبي خداش، بسنده إلى أنس بن مالك، عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنه صلى المكتوبة في ردعةٍ على حمارٍ.
وحدث عن محمد بن سعيد بن سابق، بسنده إلى بلال، قال: حثثت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للخروج إلى صلاة الغداة، فوجدته يشرب، ثم ناولني فشربت، ثم خرجنا، فأقيمت الصلاة.
قال الخطيب: هذا حديثٌ غريبٌ، وفيه إرسالٌ، لأنه من رواية معاوية بن قرة، عن بلال؛ ومعاوية لم يلق بلالاً.
قال أبو جعفر الطحاوي: ثلاثةٌ من علماء الزمان بالحديث اتفقوا بالري لم يكن في الأرض في وقتهم أمثالهم، فذكر أبا زرعة، ومحمد بن مسلم بن وارة، وأبا حاتم الرازي؛ وكان محمد بن مسلم ثقةً صاحب حديثٍ.
قال رجل لأبي زرعة: ما الحجة في تعليلكم الحديث؟ قال: الحجة أن تسألني عن حديثٍ له علةٌ، فأذكر علته، ثم تقصد ابن وارة فتسأله عنه، ولا تخبره بأنك قد سألتني عنه، فيذكر علته، ثم تقصد أبا حاتم فيعلله، ثم تميز كلامنا على ذلك الحديث، فإن وجدت بيننا خلافاً في علته فاعلم أن كلا منا تكلم على مراده، وإن وجدت الكلمة متفقةً، فاعلم حقيقة هذا العلم، قال: ففعل الرجل ذلك، فاتفقت كلمتهم عليه؛ فقال: أشهد أن هذا العلم إلهامٌ.
توفي ابن وارة بالري سنة خمسٍ وستين ومئتين؛ وقيل: سنة سبعين ومئتين.