أيا منشئ الموتى أعذني من التي ... بها نهلت نفسي سقاماً وعلت
لقد بخلت حتى لو أني سألتها ... قذى العين من ساقي التراب لضنت
فإن بخلت فالبخل منها سجيةٌ ... وإن بذلت أعطت قليلاً وضنت
قال علي بن يحيى المنجم:
لما أن استتم المعتصم عدة غلمانه الأتراك بضعة عشر ألفاً، وعلق له خمسون ألف مخلاةً على فرسٍ وبرذونٍ وبغلٍ، وذلل العدو بكل النواحي أتته المنية على غفلةٍ؛ فقيل: إنه قال في حماة التي مات فيها: " حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون ".
قال الخطيب: ولكثرة عسكر المعتصم وضيق بغداد عنه، وتأذي الناس به بنى المعتصم سر من رأى، وانتقل إليها فسكنها بعسكره فسميت العسكر، في سنة إحدى وعشرين ومئتين.
قال حمدون بن إسماعيل: دخلت على المعتصم في يوم خميسٍ، وهو يحتجم؛ فلما رأيته وقفت واجماً وتبين له ذلك في؛ فقال: يا حمدون لعلك ذكرت الحديث الذي حدثتك به في حجامة الخميس وكراهتها، والله ما ذكرت ذلك حتى شرط الحجام، قال: فحم من عشيته، وكانت المرضة التي مات فيها.
ولما احتضر المعتصم جعل يقول: ذهبت الحيلة ليست حيلة؛ حتى أصمت.
وسمع يقول: اللهم إنك تعلم أني أخافك من قبلي ولا أخافك من قبلك، وأرجوك من قبلك ولا أرجوك من قبلي.