أن أدفعه إليكما قلت: إن شئتما دفعته إليكما، على أن عليكما عهد الله وميثاقه لتعملان فيه بما عمل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر وبما عملت به منذ وليته، وإلا تكلماني، فقلتما: أدفعه إلينا بذلك، فدفعته إليكما، أفتلتمسان مني قضاء غير ذلك؟ فوالله لا إله إلا هو الذي بإذنه تقوم السماء والأرض لا أقضي فيه بقضاء غير ذلك حتى تقوم الساعة، فإن عجزتما، فادفعاه إلي فأنا أكفيكماه.
عن مالك بن أوس بن الحدثان، قال: قدمنا مع عمر بيت المقدس، فدخل المسجد، فتقدم الصخرة فجعلها خلف ظهره، وقال: هذا القبلة: ثم قال: علي بعبد الله بن سلام، فأتى به، فأقبل يمشي وعليه نعلان مخصوفتان حتى وقف، وعمر يصلي، فلما فرغ عمر أقبل علي بن سلام، فقال: يا ابن سلام، أين ترى أن نجعل قبلتنا؟ قال: حيث أنت؟ واجعل الصخرة خلف ظهرك، وخالف يهود، هذه القبلة الأولى، ولكن يهود غيرت ذلك وجعلته إلى الصخرة. فقال عمر: لم لبست نعليك؟ فقال: إنما هو شيء صنعته يهود، خلع نعلها؛ قال: أنت أصدق من كعب.
عن محمد بن سعد، قال: في الطبقة الثامنة من الصحابة، ممن أدرك النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ورآه، ولم يحفظ عنه شيئاً، مالك بن أوس بن الحدثان، أحد بني نصر بن معاوية، يقولون: إنه ركب الخيل في الجاهلية، ومات بالمدينة سنة اثنتين وتسعين.
قال ابن أبي حاتم: مالك بن أوس بن الحدثان النصري المدني، ولا يصح له صحبة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن عبد الله بن مقسم، قال: سألت مالك بن أوس بن الحدثان عن النفل؛ فقال: لقد ركبت الخيل في الجاهلية، وما أدركت الناس ينفلون إلا الخمس.