للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني عثمان - ثم سرنا إلى أهل البصرة، قوم لنا عليهم بيعة فنكثوها، فنصرنا عليهم بنكثهم، وأنتم تسيرون إلى أهل الشام، قوم ليس لكم عليهم بيعة، فلينظر امرؤ أين يضع سيفه.

قال يعقوب في تسمية أمراء علي بن أبي طالب يوم صفين: مالك بن الحارث الأشتر.

عن الفضيل بن خديج، عن رجل من النخع، قال:

رأيت إبراهيم بن الأشتر دخل على مصعب بن الزبير فسأله عن الحال كيف كانت، قال: كنت مع علي حين بعث الأشتر يأتيه، وقد أشرف على عسكر معاوية ليدخله، فأرسل إليه علي يزيد بن هانئ: أن ائتني. فبلغه عن علي، فقال له: ليس هذه الساعة التي ينبغي لك أن تزيلني عن موقعي، وأنا أرجو أن يفتح الله لي. فرجع يزيد إلى علي فأخبره؛ فما هو إلا أن انتهى إلينا يزيد إذ ارتفع الرهج من قبل الأشتر، وعلت الأصوات، وظهرت دلائل الفتح والنصر لأهل العراق، ودلائل الخذلان والإدبار على أهل الشام فقال له القوم: والله ما نراك أمرته إلا أن يقاتل القوم. فقال علي: ومن أين ترون ذلك؟ أرأيتموني ساررته؟ أليس إنما كلمته على رؤوسكم علانية؟ قالوا: فابعث إليه فليأتك، وإلا والله اعتزلناك. فقال: ويحك يا يزيد، لأئته فقل له: أقبل إلي، فإن الفتنة قد وقعت. فأتاه يزيد فأخبره. فقال الأشتر: ألرفع هذه المصاحف؟ قال: نعم. ققال الأشتر: أما والله لقد ظننت أنها حين رفعت أنها ستوقع اختلافاً وفرقة، إنها مشورة عمرو بن العاص. ثم قال ليزيد: ألا ترى إلى الفتح؟ ألا ترى ما يلقون؟ ما ينبغي لنا أن ندع هذا وننصرف عنه. فقال يزيد: أتحب أنك ظفرت ها هنا وهو بمكانه الذي هو به - يعني علياً - يفرج عنه أو يسلم إلى عدوه؟ فقال الأشتر: سبحان الله، لا والله ما أحب ذلك. قال: فإنهم قد قالوا له: لترسلن إلى الأشتر فليأتينك أو لنقتلك كما قتلنا ابن عفان. فأقبل الأشتر حتى انتهى إليهم، وصاح بهم: يا أهل الذل والوهن، أحين علوتم القوم ظهراً وظنوا أنكم قاهرون رفعوا المصاحف يدعونكم إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>