قال: فنوديت من بينها ولا أرى أحداً: " من المتقارب "
تفانوا جميعاً فما مخبر ... وماتوا جميعاً ومات الخبر
تروح وتغدو بنات الثرى ... فتمحو محاسن تلك الصور
فيا سائلي عن أناس مضوا ... أمالك فيما ترى معتبر
عن مهدي بن سابق، قال: كان مالك بن دينار يتمثل بهذين البيتين: " من البسيط "
زرنا القبور فسلمنا فما رجعت ... لنا الجواب ولكن زدن أحزانا
ومن يزرهن يرجع من زيارتها ... وقد رأى من يقين الموت تبيانا
قال جعفر: كنا نخرج مع مالك بن دينار زمن الحطمة، فنجمع الموتى ونجهزهم، ثم يخرج على حمار قصير لجامه من ليف، قال: وعليه عباءة مرتدياً بها. قال: فيعظنا في الطريق، حتى إذا أشرف على القبور وأحسن بنا ثم، أقبل بصوت له محزون يقول:" من الوافر ".
ألا حي القبور ومن بهنة ... وجوه في التراب أحبهنه
ولو أن القبور أجبن حياً ... إذاً لأجبنني إذ زرتهنه
ولكن القبور صمتن عني ... فأبت حزينة من عندهنه
قال: فإذا سمعنا بصوته جئنا إليه، فيقول: إنما الخبر في الشباب. قال: ثم يجمعهم فيصلي عليهم.