عن عبد الله بن صالح، قال: مر مالك بن دينار بقصر يبنى لرجل قد ولي عملاً، فأخذ آجرتين فمضى بهما، فتبعه الذين يبنون فقالوا: اللص سرق آجرتين! فقال لهم: أعداء الله سرق هذا القصر كله لم تقولوا له شيئاً، وأنا أخذت آجرتين قلتم: السارق السارق؛ ثم رمى بهما.
عن جعفر بن سليمان، قال: مر والي البصرة بمالك بن دينار يرفل، فصاح به مالك: أقل من مشيتك هذه. فهم خدمة به، فقال: دعوه. ما أراك تعرفني. فقال له مالك: ومن أعرف بك مني: أما أولك فنطفة مذرة، وأما آخرك فجيفة قذرة، ثم أنت بين ذلك تحمل العذرة. فنكس الوالي رأسه ومشى.
قال سري: دخل لص على مالك بن دينار فما وجد في الدار شيئاً، ومالك يراه. فجاء ليخرج، فقال له مالك: سلام. قال: وعليكم السلام. قال: أعلم أن شيئاً من الدنيا ما حصل لك، ترغب في شيء من الآخرة؟ قال: نعم قال: تطهر من ذلك المركن، وصل ركعتين؛ فصلى. ثم قال: يا سيدي اجلس إلى الصبح؛ فجلس، فلما خرج مالك بن دينار إلى المسجد والرجل جالس معه قال أصحابه؛ من هذا؟ قال: هذا جاء يسرق سرقناه.
عن هاشم بن يحيى الفراء المجاشعي، قال: بينما مالك بن دينار جالس إذ جاءه رجل، فقال: يا أبا يحيى، ادع لامرأة حبلى منذ أربع سنين، قد أصبحت في كرب شديد. فغضب مالك وأطبق المصحف، ثم قال: ما يرى هؤلاء القوم إلا أننا أنبياء؛ ثم قرأ، ثم دعا: اللهم، هذه المرأة إن كان في بطنها ريح فأخرجها عنها الساعة، وإن كان في بطنها جارية فأبدلها بها غلاماً فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب، ثم رفع مالك يده ورفع الناس أيديهم؛ وجاء الرسل