بقي أحد في أهلي إلا بكى، وعزلت فما بقي أح إلا بكى، فوالله ما دريت مم ذاك؟ فقلت: إن شئت أخبرتك. فقال: فأخبرني. قلت: وليت القضاء فكرهت وجزعت منه. فبكى أهلك لما رأوا من جزعك. قال: إنه لكما قلت، أو قريب مما قلت.
عن سفيان، عن محارب، قال: بغض أبي بكر وعمر نفاق.
وقال محارب: إنما سموا الأبرار لأنهم بروا الآباء والأبناء؛ كما أن لوالدك عليك حقاً، كذلك لولدك عليك حقاً.
عن سلمة بن كهيل، قال: لقي خيثمة محارب، قال: كيف حبك للموت؟ قال: ما أحبه. قال: إن ذلك بك لنقص كثير.
وقال محارب: ما يمنعني أن ألبس ثوباً جديداً إلا مخافة أن يحدث في جيراني حسداً لم يكن قبل ذلك.
عن عمرو بن صالح، حدثني الثقة، قال: لما بلغ محارب بن دثار موت عمر بن عبد العزيز، دعا كاتبه فقال: اكتب. فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم. فقال: امحه، فإن الشعر لا يكتب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم. ثم قال:" من البسيط "
لو أعظم الموت خلقاً أن يواقعه ... لعدله لم يزرك الموت يا عمر
كم من شريعة حق قد أقمت لهم ... كانت أميتت وأخرى منك تنتظر
يا لهف نفسي ولهف الواجدين معي ... على النجوم التي تغتالها الحفر