للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما أريدهما إلا لرؤيتها ... فإن تناءت فما لي فيهما أرب

يا حسن ما سرقت عيني وما انتبهت ... والعين تسرق أحياناً وتنتهب

إذا يد سرقت فالقطع يلزمها ... والقطع في سرق العينين لا يجب

وأنشد المحسن لبعضهم: " من النسرح "

ودعك الحسن فهو مرتحل ... وانصرف عن جمالك المقل

ومت بعدها أمت وأحيي ... ت وكل الأمور تنتقل

كم قائل لي وقد رأى كلفي ... فيك ووجدي فتاك مكتهل

يرحمك الله يا غلام إذا قا ... ل لك العاشقون يا رجل

قال أبو نصر بن كلاب: وحضرنا معه يوماً في محرس غرق بمدينة صيدا، وفيه قبة فيها مكتوب أسماء من حضرها، وأشعار، من جملتها: " من الخفيف "

رحم الله من دعا لأناس ... نزلوا ها هنا يريدون مصرا

فرقت بينهم صروف الليالي ... فتخلوا عن الأحبة قسرا

فقال له قائل من جماعتنا: إن المائدة لا تقعد على رجلين، ولا تستقر إلا على ثلاثة، فأجزلنا هذين البيتين بثالث. فأطرق ساعة، ثم قال: اكتبوا:

نزلوا والثياب بيض فلما ... أزف البين صرن بالدمع حمرا

قال أبو نصر بن طلاب: كان بين الأستاذ وبين رجل كاتب لبني نزال إحن وبلاغات مستهجنة، أوقعت بينهما العداوة بعد وكيد الصداقة، وكان هذا الرجل يقال له: أبو المنتصر مبارك الكاتب، فهجاه الأستاذ بأشعار كثيرة، وجمعها في جزء، وكتب على ظهر الجزء شعراً له، وهو: " من المنسرح "

<<  <  ج: ص:  >  >>