للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال مروان: أنشدت معن بن زائدة أربعة أبيات فأعطاني بها أربعة آلاف دينار، فبلغت أبا جعفر فقال: ويلي على الأعرابي الجلف؛ فاعتذر إليه فقال له: يا أمير المؤمنين إنما أعطيته على جودك؛ فسوغه إياها.

فلما مات معن رثاه مروان بقوله: " من الطويل "

ألما على معن فقولا لقبره ... سقيت الغوادي مربعاً ثم مربعا

فيا قبر معن كنت أول حفرة ... من الأرض خطت للمكارم مضجعا

يل قبر معن كيف واريت جوده ... وقد كان منه البر والبحر مترعا

ولكن صممت الجود والجود ميت ... ولو كان حياً ضقت حتى تصدعا

ولما مضى معن مضى الجود والندى ... وأصبح عرنين المكارم أجدعا

وما كان إلا الجود صورة خلقه ... فعاش زماناً ثم مات فودعا

فتى عيش من معروفه بعد موته ... كما كان بعد السيل مجراه مربعا

تعز أبا العباس عنه ولا يكن ... ثوابك من معن بأن تتضعضعا

تمنى رجال شأوه من ضلالهم ... فأضحوا على الأذقان صرعى وظلعا

قال مروان: لقيني الناطفي فدعاني إلى عنان، فانطلقت معه، فدخل إليها قبلي فقال لها: قد جئتك بأشعر الناس مروان بن أبي حفصة - وكانت عليلة - فقالت: إني عن مروان لفي شغل؛ فأهوى بسوطه فضربها به، فقال لي: ادخل، فدخلت وهي تبكي، فرأيت الدموع تنحدر من عينيها، فقلت: " من السريع "

بكت عنان مسبل دمعها ... كالدر إذ يسبق من خيطه

<<  <  ج: ص:  >  >>