وليس لمروان على العرس غيرة ... ولكن مروناً يغار على القدر
قال مروان بن أبي حفصة يرثي معن بن زائدة الشيباني: " من الوافر "
مضى لسبيله معن وأبقى ... محامد لن تبيد ولن تنالا
كأن الشمس يوم أصيب معن ... من الإظلام ملبسة جلالا
هو الجبل الذي كانت نزار ... تهد من العدو به الجبالا
وعطلت الثغور لفقد معن ... وقد يروي بها الأسل النهالا
وأظلمت العراق وألبستها ... مصائبه المجللة اختلالا
وظل الشام يرجف جانباه ... لركن العز حين وهى فمالا
وكادت من تهامة كل أرض ... ومن نجد تزول غداة زالا
فإن يعل البلاد له خشوع ... فقد كانت تطيل به اختيالا
أصاب الموت يوم أصاب معناً ... من الأخيار أكرمهم فعالا
وكان الناس كلهم لمعن ... إلى أن غير ابن زائدة ارتحالا
ثوى من كان يحمل كل ثقل ... ويسبق فيض راحته السؤالا
وما نزل الوفود بمثل معن ... ولا حطوا بساحته الرحالا
وما بلغت أكف ذوي العطايا ... يميناً من يديه ولا شمالا
وما كانت تجف له حياض ... من المعروف مترعة سجالا
لأبيض لا يعد المال حتى ... يعم به بغاة الخير مالا
فليت الشامتين به فدوة ... وليت العمر مد له فطالا
ولم يك كنزه ذهباً ولكن ... سيوف الهند والحلق المذالا
ومادته من الخطي سمراً ... ترى فيهن ليناً واعتدالا
وذخراً من مكارم باقيات ... وفضل تقى به التفضيل نالا
لئن أمست زوائد قد أذيلت ... جياد كان يكره أن تزالا